Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
KALIMATE كلمات
18 juillet 2012

خواطر قارئ مفتون بديوان " النون المسكون"

 خواطر قارئ مفتون بديوان " النون المسكون"

   بقلم الأستاذ والباحث مصطفى لمباشري

ANOUNE1ANOUNE1 001

 

تحية ثقافية...

اسمحوا لي أيها الحضور الكريم أن أستهل مداخلتي بالكلمات التالية: وأنا في أرذل العمر لم تسعفني ذاكرتي في تحديد السنة التي تعرفت فيها على الزجال المصطفى اسنينة في القرن المنصرم إثر نشاط ثقافي / زجلي بمدينة المحمدية حيث عشنا ليلة ليلاء شنفنا فيها مسامعنا بقصائد زجلية ممتعة لمجموعة من الزجالين, ولأول مرة بالنسبة لي على الأقل, أنعشت الجميع, وخلفت صدى طيبا لا زال بعض من عايشوا اللحظة يستحضرون ألقها رغم مرور السنين, ويؤكدون, دون مجاملة, أننا أمام تجربة زجلية راقية تصدرها, في المرحلة تلك, الزجال المصطفى اسنينة". ومنذ تلك الفترة لم تتح لي فرصة اللقاء به أو تشنيف مسامعي بنصوصه الزاخرة إلى أن استلمت نسخة من ديوانه الرائع " النون المسكون" موقعة باسمي في غيبة عني عن طريق الزجال عزيز بنسعد الذي يعود إليه الفضل في ترجمة مبادرة الاتحاد المغربي للزجل بإقدامه, مشكورا, على طبع الديوان بعد إخراج نصوصه من عتمة الأقبية, ورد نوع من الاعتبار إلى هذا الزجال المتميز الذي كاد أن يطويه النسيان, بحكم التهميش. على هذا الأساس يأتي الاحتفاء به, هنا والآن, بالرغم من القصور, والجفاء حد الإقصاء طيلة مرحلة النسيان تلك, ومن تم, فالحاضرون الملتاعون بألق القصيدة الزجلية الجادة, والمؤثتون لهذا الفضاء الجميل,هم أحبته, ف" ما أوحش المدن بدون أحبة!". لكن خارج السياق إياه, وفي ظل ظروف تتكالب على الإنسان فيها كل أنماط القسوة والضنى والغبن, وتوصد كل الأبواب في وجهه, سيما إن كان مبدعا, ويتنكر له الزمان في شبه تواطؤ مع بعض رفاق الدرب حد الخذلان, تراه ما ذا عساه فاعل أمام هذا الجفاء اللاطبيعي والتهميش الإرادي والإقصاء المتعمد؟ أليس ذاك حال مبدعنا المصطفى اسنينة الذي تم الإجهاز عليه في المهد, كطاقة إبداعية, نتيجة مواقف متشنجة جنت عليه وعلى تجربته الإبداعية الثرة التي حرمنا منها, كمولعين بالزجل, ما يربو على عقدين من الزمن بعد أن تم تغييبه قهرا من طرف بعض حراس الثقافة, أو بعض ممثليهم على الأصح [" ثقيل حملي ورجيف / ومطعون طعنة م الخلف / في مرحلة عرفت انتعاشا قويا للقصيدة الزجلية ولو على مستوى القراءات آنذاك, إضافة إلى لامبالاة الآخرين, زجالة ونقاد ومتتبعين, الممثلة في عدم إثارة دواعي هذا الغياب, أو محاولة تكسير جدار الصمت حوله بشكل أو بآخر. وعلى الرغم من هذا الحيف الذي طاله, لم يتبرم, ولم يحتج, ولم يتمسح بالأعتاب ولا استجدى ود الصحاب, بل نأى بنفسه عن مستنقعات العفونة ودوائر سلخ الجلد, واكتوى بلهيب نار العزلة, بعد أن " قضى عليه الهم ورشاه / هم لبلاد/ وهم لعباد" ليجد ملاذه وشفاءه في القوافي, فكان ديوانه " النون المسكون" فاتحة عهد لما راكمه منذ سنين. ويبدو أن نصوص الديوان منتقاة بعناية فائقة, بحكم تجربته الطويلة في الكتابة الزجلية, مما يوحي بأننا أمام زجال زاخر العطاء بامتياز.. بعد هذا الغياب الاضطراري, والتغييب القسري الذي تجرع مرارته المصطفى اسنينة, تتيح لنا اللحظة الثقافية / التاريخية هاته معانقته من جديد عبر باكورته الأولى الطافحة شعرا, والعميقة دلالة حد الاستغلاق. ديوان " النون المسكون" بوثقة شعرية زجلية جمعت الجمال من أطرافه والقبح بمختلف أصنافه, على مستوى الاشتغال, لتحكي لنا اشتياق الولهان, ولوعة الحرمان ومحنة عذاب المقهورين والمجندلين على رصيف التهميش في هذا الزمن المشين الذي انقلبت فيه القيم, وساد الرياء والتملق والنفاق الاجتماعي والتنكر للمبادئ وهيمنة التفسخ والانحلال وكل مظاهر العهر والقهر.. وبالرغم من المسافات الزمنية الفاصلة بين نصوص الديوان, كما تتبدى عبر تيماتها, فإنها تشكل, أي النصوص, سبيكة متناسقة على مستوى الشاعرية الأمر الذي يدل على أن قصيدة الزجل الحديثة لم تنبث في فراغ ماحق, بل هي نتاج تجارب عديدة تفتقت وتبلورت بعد انبثاق ظاهرة المجموعات الغنائية, أساسا, دون سقوطها في مطب استنباتها نظرا لتعدد مصادرها التي حاول الأستاذ مصطفى جباري التأشير على أهمها كالعيطة, والملحون والثقافة الشعبية عموما لما تزخر به من عطاءات ثرة. من هنا تميزها, وقدرتها على اجتراح تيمات أساس تضاهي بها تيمات النصوص العالمة مع بعض التجاوز. إذا كان الزجال المصطفى اسنينة متوحدا في حاله, كما وصفه الأستاذ مصطفى جباري في توطئته لديوانه " النون المسكون", حال الكتابة بالأساس, فتلك دلالة على كونه " مسكونا "/ مهووسا بألق الكلمة الصادقة, بقدرتها على لملمة الجراح والبوح بما يعتمل في الذوات من آهات ورغبات وعواطف جياشة, واستشراف آفاق مشرقة. والكلمة مسؤولية, حمل ثقيل لا ينوء بأعبائه إلا من تجرع مرارة عشقها حد الوله, لذا قيل " في البدء كانت الكلمة ". هذا العشق الأثيري يستدعي بالضرورة استحضار الوعي في ترتيب الإواليات, والقدرة على خلق تناسق تناغمي بين الصور الشعرية المنتقاة وفق تركيب منتظم يمنح للقصيدة بهاءها. من هذا المنطلق تأتي الكتابة المسؤولة, القمينة بإضافة لبنة جديدة إلى هذا الصرح الإبداعي الذي نتطلع جميعا إلى تشييد مداميكه على أسس متينة. مقاربة ديوان المصطفى اسنينة محفوفة بالمغامرة النقدية نظرا لتعدد التيمات ولطبيعة الاشتغال عليها مما يؤشر على أن نصوصه لا تسلم نفسها بسهولة. ومن تم, فإنها تستدعي إجهاد الفكر لفك بعض شفراتها وتوضيح مستغلقاتها, وبتنسيق مع المبدع طبعا, لكي لا يتيه المرء في متاهات خارجة عن سياق الدلالات القصدية, قصيدة " ذاك السور" على سبيل المثال لا الحصر. للاعتبارات إياها سأحاول الوقوف, ولو بالتلميح بدل التوضيح الذي أرجئه إلى قرصة اخرى, عند بعض مجالات اشتغالات ديوان " النون المسكون " المتعددة والمتسمة بالتداخل والتماسك حد التماهي بين مجموعة أبعاد يمكن تحديدها كالتالي تأسيسا على بعض نصوص الديوان: أولا- البعد العاطفي: أ- ذو المنحى الرومانسي حيث يمتاح وسائطه من الطبيعة بكل تلاوينها الجمالية, يحكي عبرها, بنوع من الشفافية والرقة المتناهية, لوعته, وصبابته, واشتياقه للحبيب أملا في الوصال والتخفيف من حدة الفراق والهجر الناتجين عن المغريات المادية بكل تجلياتها: عل لخليل حزني ونكاي / الهايم في هواه والضحكة وتاته / ما رضى بحديثي وكَولي وشجاي/ عماه حب المال وليها شداته/ نتمناك يا خليل جنبي وحداي / على الرمال وغنا موجاته. ب- ذو البعد الرمزي: حيث توظف فيه المرأة بكل أنوثتها للدلالة على قصدية المبدع وفق قرائن ومؤشرات قد تسعف القارئ إلى حد ما في تفكيك شفرتها, قصيدة"نحير نوصفك" كنموذج. فالخطاب مشبع بشبقية أخاذة وافتتان بجمال ساحر وفق صورة خيالية تراءت للزجال المصطفى اسنينة ولو عبر فعل التمني المحذوف " تمنيت " للتأشير عليها في مستهل النص إياه: نشوفك ب ثوب صافي/ وانت ناقشة كَدامك/ شربيل ومضمة ومجدول/ لونه يواتي وشامك/ نشوفك ب عزيمة وشان/ ثابتة وكبيرة احلامك/ ترمي لعقود البالية تصفاي ويزول ظلامك/ ص.21

ثانيا- البعد الاجتماعي: رغبة في الإنصات لنبضات المقهورين في هذا البلد الأمين, وتوصيفا  لمعاناتهم وحالتهم الاجتماعية والنفسية, وتواضعهم في عدم التطلع إلى ما هو أبعد عن واقعهم العادي المتردي, كان نص" القهوجي" شارة هم دالة على الاهتمام بهذه الفئة الاجتماعية المقهورة المهمشة ثقافيا ممثلة في شخص " إبراهيم " ذي الحظ العاثر: ابراهيم ذاك النوع/ كي مشموم ورد لاوي/ عمره حلم ب شنعة/ ولا كان مشنوع/ جار شلا بلاوي/ منعوت ب كلام خاوي/ وب الغوت والكسرة مرفوع/..... تغشى ابراهيم غمامة / وتقيم عليه قيامة/ ويولي ف جلايله يعثر/ الحصول وما فيه.../ ابراهيم تقلبات عليه الآية/ والفلك عنده ما يدور/ كناش الحالة هاذاك حده/ والسعد حلف حلفة ما يزور. وبالمقابل ثمت فضاء مغاير, في ذات السياق, بالرغم من طابعه الشعبي الفولكلوري, فهو يشكل جانبا من تراثنا الثقافي وإن اتخذ صبغة النخبوية خصوصا بعد إسدال الستار عن الحفل الفرجوي ليبدأ السمر الليلي بكل طقوسه المتعارف عليها بين صفوف الخيالة "العلامة" منهم بالأساس. بشاعرية رقيقة رسم لنا النص مشهديات تلامس واقع حال " العلام " المهووس بالغناء الشجي, والليالي الحمراء خصوصا حين يوجه إليه الخطاب مباشرة مذكرا إياه بمستلزمات تأثيت فضاء الفروسية وهو يتهيأ لقيادة السربة وما يترتب عن ذلك في نهاية " التبوريدة " من تداعيات ملؤها الغناء العيطي بالأساس بكل تمظهراته: التزغريتة ها هي عليك/ لكَريحة راهي فيك/ والعيطة منك وعليك/ ... سرج عريس الخيل/ اردف نزهى معاك/ ميل مع حكاك الشيخ/ ورا كَرحة الزهو شاوياك.


ثالثا- البعد السياسي: المقصود به علاقة الشعر بالواقع وليس بأي تيار سياسي أو بإيديولوجية معينة, وما يحقق لهذا البعد نبله هو شعرية الكتابة وترفعها عن التقريرية والإسقاطات المجانية مما يخل بالممارسة الإبداعية ويسقطها في مطبات الشعاراتية. ذلكم ما يمكن ملامسته عبر بعض نصوص الديوان التي أبانت عن نضج ثقافي ووعي بمسؤولية الكتابة في علاقتها بالحياة وإشكالاتها, بهموم الشعب وما يتجرعه من مرارات الخيبة حد اليأس, وهذا ما يميز واقع الزجل الحديث عن واقع الشعر العربي العالم الساقط في ملكوت التجريد والبعد عن هموم ناس المجتمع وقضاياهم, وفق منظور المبدع الكبير" سعدي يوسف ", إذ يقول: ﴿ انتابني شعورٌ بالمرارة ، إزاء حال الشِعر العربي، الذي فصلَه " الشعراءُ الكتّابُ " ممّن يحترفون الصحافة المأجورة ، عن أي علاقة بالحياة وإشكالاتها، عن أي علاقة بالشعب. لم يَعُدْ لنا شِعرٌ. 
الألسُنُ قُطِعتْ طوعاً ﴾. من هنا جاءت " صرخة " الزجال المصطفى اسنينة توصيفا لواقع الحال, وتشريحه, والكشف عن مواطن الخلل في الذوات عبرتمظهرات الوضع الآسن هذا. وسيلة الصرخة إياها " الهجهوج ", سمير الليل, أنيس المعذبين على الأرض, الموقظ لرغباتهم المكبوتة اجتماعيا, المعبر عن آهاتهم وعن لواعجهم, ومواقفهم من الوضع المتدني بشكل مريع وتداعياته المؤداة إلى تفكك المجتمع وانهيار منظومته الاجتماعية المؤسسة أصلا على التضامن والمشاركة الوجدانية: الهجوج بح صوته / اتشتات العشيرة / وقلت اللمات/. بحكم تفشي مظاهر ساقطة إن على المستوى الفني [ الغناء في حالنا]: هاذ الوقت نواره مذبال / ومنه ما تفوح ريحة / غناه تخلوى / وعلى السمع تقال/ كلامه ممسوخ / وموازنه اشحيحة/. أو على مستوى العلاقات الاجتماعية الموشومة بالغدر والنفاق والخداع كوسائل لابتزاز أبناء الجلدة, هاجسهم الأساس حرق المراحل اجتماعيا والتطلع إلى التموقع ضمن صفوف المتحكمين في رقاب ناس المجتمع المغبونين عن طريق المال, آفة العلاقات الإنسانية الحميمة طالما أنه يجهز على كل شيء بعد انهيار القيم, وانحلال الأخلاق, يقتل الأخوة,الأبوة, الأمومة, الحب بل حتى إنسانية الإنسان,على حد تعبير أحد المفكرين الأجلاء: الناس شلا تترهبن / وحمرا هي العين / كلها شاد كلابه/ بشطارة وحيال وتحرصين/ يديوا كل ما لخرين جابوا / ... لغرام تحركَوا مراسله ومشاوا اماليه / لا راضية ترضى بهم الهم / ولا شامة تجني وردة وتشم /. ترى هل كانت صرخته صيحة في واد بعد أن أعياه التعب, واستنزفت قواه آفاق الانتظار اللامأمول, فلم يتبق له إلا التمسك بالقدركمشجب يعلق عليه كل انكساراته [ نا ] وخيبات أمله [ نا ] عله يخفف وجعه, ويشفي كربته بعد أن خذله الزمان وطعنه الخلان"؟: الله الله يا لطيف/ شافي جرحي والنزيف/ مالي غيرك يروف/ ثقيل حملي ورجيف/ ومطعون طعنة م الخلف / يا سيدي / يقضي عليك خوك هلا سمعتيني / ويقضي عليك / رميتي الشوك ف طريق خوك / وما رحمتيني/. في زحم هذا المناخ الموبوء المفعم بكل أشكال التأسي والاندحار حد السوداوية, ينتصب الزجال المصطفى اسنينة مرفوع القامة, مترفعا عن الدنايا وحرب المواقع آملا في حياة متواضعة بسيطة بساطة ناس المجتمع الأعفاء, الأوفياء, لا الأفاقين الماكرين آكلي لحوم البشر: حد يا كريم باسي/ يزول وسواسي/ نرتاح ف نعاسي/ يزول توسويس الناس/ ف الحالة ونحسي/ ما طامع ف سياسة وترياس/ ولا تغراد فاسة ولا حصون مكناس/ ..... أمام هذا المد الطافح بالقسوة وسلخ الجلد لم يجد المبدع ارتياحه النفسي واطمئنان البال إلا في معاقرة العرق عله يذيب صخرة عذابه [ نا ] لأن لولاه لاحترق العالم على حد تعبير الراحل / الباقي " عبد الرحمن منيف: راحتي خمرة ف كاسي/ وكلام ف تكراسي/ وخليل مياس يواسي.

رابعا - البعد الوظيفي: من التيمات الرئيسة التي غدت هاجس بعض الزجالين الجادين المكتوين بذات اللهيب الإبداعي إشكالية الكتابة الزجلية, بعد انفراط العقد واختلاط الحابل بالنابل. والزجال المصطفى اسنينة أحد هؤلاء المولعين بعشق الكلمة والمساهمين في بلورتها زجلا مفعما بصدق التجربة الإبداعية وقدرتها على تكنيس الساحة الثقافية من ركام مسطح يستدعي التموقف منه. لذا لا غرو إن صدح بملء صوته معلنا موقفه الصارم من هذا الدرن الطافح على السطح,على مستوى النشر بالأساس, معتمدا التكثيف في توصيفه المفعم بالسخرية لهذا الوضع المتردي عبر حركة إبدالية بعيدا عن أي إسفاف أو ممارسة لي العنق لخلق نوع من التوليف بين الصور الشعرية الدالة: وزعي لحروف بلا حرج بلا خوف/ بدلي الزاي بالدال/ وعدي شحال من دجال فينا / تلكم بعض تجليات الصدق في التجربة الإبداعية, الزجل في حالنا, ومتى انتفى هذا المعطى الأساس فلا يمكن أن يسفرإلا عن الدجل لا الزجل وتلك هي الطامة الكبرى, لأن" الإبداع في الروح ماشي ف المنقار" / وفق منطوق الديوان. صفوة القول, لا يسعني, كمتلقي, إلا أن أشد على يدي الزجال المصطفى اسنينة بحرارة وأهنئه على متنه الزجلي المتميز, الجدير بالقراءة والغني بكل المقومات الشعرية الأساس للقصيدة الزجلية الحديثة, ومن هنا فرادته..

* نص المداخلة الملقاة بمناسبة توقيع ديوان " النون المسكون للزجال " المصطفى اسنينة " بدار الشباب الحي المحمدي يومه 21 يونيه 

Publicité
Publicité
Commentaires
KALIMATE كلمات
  • *Kalimate Édition, impression et distribution* *كلمات للنشر والطباعة والتوزيع * * شارع ولي العهد، إقامة ديار 3، عمارة 7، شقة 3 . 11000 سلا* 0664775782 Fax 0537880629
  • Accueil du blog
  • Créer un blog avec CanalBlog
Publicité
Publicité