ديوان الشاعرة مليكة ضريبين الباب ماقرعته غير الريح
اصدارات كلمات للنشر2012
اضاءة
ولأنها كانت النهر والجسر معا. انتظرت كل هذا الوقت من أجل أن تنموا الغابة التي تستوعب قامة حلمها الذي يزهر في كل خطوة من سعيها نحو الجميل والعادل والنبيل. ولأن الضفاف تهاجر أحيانا. ولأن الأرصفة تفقد عادة التذكر... ومن أجل كل الذين قد ذهبوا في الغياب والنسيان... ومن أجل كل الذين عبروا الجسر وما عادوا... ومن أجل كل من تزودوا من ماء النهر، ونسوا لغة الخرير... لكل هؤلاء و أولائك جاء ديوانها "الباب ما قرعته غير الريح" رسالة وعلامة فارقة ومنارة ضد التيه...
وكما لو أنها تُوجد العذر للطيور المهاجرة نصبت في عراء العراء شجرة القصيدة من أجل استراحة العائدين إلى العميق فينا... فكانت لغة الديوان دافئة يلفحها شوق، كانت بسيطة وجميلة، وفي نفس الآن حابلة بصوت قادم من حيث تُعَرٍّشُ الأساطير...
الأستاذة مليكة ضريبين لا تكتب القصيدة، إنها تكتب نبض الحياة، الحياة الصاخبة في دواخلها ومن حولها لذا نحس أننا وإياها نتقاسم الآهات والمحطات، ونتقاسم السفر...
فليسعد القارئ بصحبة شاعرة كانت النهر والجسر معا، ووهبت خصبا ومطر...
توفيقي بلعيد