Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
KALIMATE كلمات
31 mai 2012

عبد المجيد زويتينة.... فنان ينحث لوحاته

 Tab 1

اللوحة لدى الفنان التشكيلي عبد المجيد زويتينة لا تجيء اعتباطا، لا تجيء عفواً... قد تكون- ككل إبداع - وليدة ذلك التفاعل الذي يميز المبدع في تعاطيه مع العالم (عالم المقولات والأشياء...)، أو وليدة القلق الوجودي أو الفرح الانساني... لكنها، في آخر المطاف، لوحة متبصرة تشي دقائقُ تفاصيلِ كُلْيَتِها بالبعد الاكاديمي لصاحبها، وبمعرفته الواعية للميدان الذي يشتغل فيه، وبما يتلسح به من أدوات وهو يعالج موضوعاته...

الفنان عبد المجيد زويتينة مشبع بالنظرية وبالحياة، يستعمل الأولى بغير تزمت أو إدعاء ويغرف من الثانية بدون خنوع أو استنساخ، وهو عندما يمزج أصباغه، يمزج في ذات الوقت بين المعرفة والتجربة، فتأتي اللوحة ناضجة متكاملة تستجيب لما هو جميل في الابداع وأيضا لما هو عميق في النفس البشرية...

كل لوحة لديه تؤرخ لمسار طويل ومنعرج ليد لم تنفك، منذ أكثر من ربع قرن، تضرب بالفرشاة- آلاف الضربات- فوق مساحات عذراء من القماش لينبلج عالم الألوان والخطوط والظلال، ليقوم هذا الصرح المشيد بدراية وذكاء، ويُعبدـ بخطواته الواثقة ـ هذا الطريق الذي يسير فيها عبد المجيد زويتينة بكل كبرياء الفنان المتمكن من أدواته، الفنان الذي يعرف إلى أي وجهة يرمي فرشاة ترحاله المستمر باتجاه الألق...

تُحس، أمام لوحات الفنان التشكيلي عبد المجيد زويتينة ، بأن الفرشاة بين أنامله إزميلا، وأنه في أحايين كثيرة ينحث لوحاته أكثر مما يرسمها، وأنه- ككل الباحثين عن الأحجار الكريمة والمعادن النفيسة- يضرب بإزميله الصخر الصلد لتطلع اللوحةَ... فيتكون لديك انطباع بأن هذا الفنان يشتغل على لوحاته بأسلوب النحاث، وأن اللوحة لديه حفر في الأعماق من أجل أن يشع على الآخرين بهاء ما كان مطمورا في الغياهب...

الفنان عبد المجيد زويتينة تغلب على لوحاته المدرسة التكعيبية، دون التقوقع بين أضلاعها الحادة، إذ نجده يترك لروحه أن تأخذ من رحيق كل المدارس الأخرى، وحتى وهو في محراب التكعيبية، فإن الدفء الذي تحيطه به طبيعة بلده، والحرارة التي تسكن اشعة شمس ثاوية في نبض الموجودات، وما ينتج عن ذلك من ظلال وانعكاس للأحجام، وتلك الاشارات السرية التي يتبادلها شعاع ولون الطين... كل هذا لا يغيب عن تركيبة اللوحة وعمقها لديه، فهو يستدعي ما هو محلي ليرفعه باتجاه ما هو مشترك لدى كل الانسانية، ويستدعي ما هو عام لدى مبدعي الحضارات الأخرى ليلبسه مسوح روحه وروح حضارته، بدون تنكر أو زيغ... ولن أجازف إذا ما مِلْتُ لرأي مفاده أن تكعيبية الفنان عبد المجيد زويتينة مسكونة بتاريخ موطنه الأصلي، وبروح الأسلاف من مبدعي تربته، فهو ينصت لكل ضروب الابداع من أجل أن تنهض اللوحة بعيدة عن الاغتراب متمثلة للفعل الابداعي العالمي...

الفنان زويتينة عبد المجيد تشكيلي بعشرة أصابع في اليد الواحدة، ينحث لوحاته بازميل، ويكسر الجدران بفرشاة...

 

توفيقي بلعيد

ماي 2012

Publicité
Publicité
Commentaires
KALIMATE كلمات
  • *Kalimate Édition, impression et distribution* *كلمات للنشر والطباعة والتوزيع * * شارع ولي العهد، إقامة ديار 3، عمارة 7، شقة 3 . 11000 سلا* 0664775782 Fax 0537880629
  • Accueil du blog
  • Créer un blog avec CanalBlog
Publicité
Publicité