Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
KALIMATE كلمات
5 février 2013

أعترف... لست كاتب رواية مسارات حادة جدا

أعترف لست كاتب مسارات

 

أعترف... لست كاتب رواية "مسارات حادة جدا"...

هل سأفشي سرا إن أنا أعلنت بأنني أنا الجالس أمامكم الآن لست كاتب هذا العمل الذي نتحلق حوله اليوم...؟ ([1])

هل يمكن القولَ أن الشخص هو نفسه دوما...؟

نردد أحيانا بأننا لانعبر نفس النهر مرتين، لأن مياها كثيرة قد تكون انسابت عبر المجرى، ونغفل أننا لسنا نحن أنفسنا من يعبر الجسر، أو حتى النهر، كل مرة، ليس لأن مياها كثيرة عبرت من تحت الجسر، ولكن لكون تحولات عديدة أصابت، بين عبور وعبور، الجسد والفكر معا...

لقد كُتب هذا العملُ، منذ أربعة عقود، من طرف شاب في مقتبل العمر، بالكاد بلغ العشرين عاما... كان مفعما بكل الحيوية التي تُعبِّئُنا بها الأحلام واليقين والأوهام أيضا... كان ذلك سنة 1972 في واحد من السجون الرهيبة التي كانت تؤثت خارطة الرعب والإكراه في تلك الفترة... هذا الشاب، الذي كان يحمل اسما آخر وملامح أخرى والعديد من الأحلام، ولست أنا، هو من وضع بيضة هذا النص الذي لم يكن يتجاوز، وقتها، خمسين صفحة من دفتر مدرسي... هذا العمل، كما أصبحتم تعرفون أو كما ستعرفون الآن، ضاع، فيما بعد، وإلى الأبد... لكن الذي سيتأكد لي، على الأقل، لاحقا، هو أن الأفكار لا تضيع أبدا، فهي كالبذور التي تنتظر ريحا لتحملها بعيدا حتى تسنح الفرصةُ...

سنة 2004 سيتكفل كهلٌ تجاوز من العمر نصف قرن بسنتين... كهل فقد الكثير من اليقينيات، وقد زودته الانكسارات التي عرفها والضربات، بالقليل من الحكمة وبالكثير من التأني والصبر... هذا الكهل، الذي أُأَكد لكم الآن بأنني لسته اليوم، هو من سيتكفل بانزال الحكاية من جديد، بعد أن تأكد من موت صاحب النص الأصلي...(الموت في الحياة، كما في هذا العمل، قد يكون حقيقيا وقد يكون رمزيا...)... الذي حَدَثَ هو أن النص الأصلي تمردَ أو لنقل كان قد كبر في الغياب، أو أن الكهل أعجبته اللعبة فتلاعب وحور وضمن ما شاء أثناء عملية انزال النص، فجاء العمل مختلفا إذ اقتحمته جموع وأحداث، وألغام وكمائن، اجتهد الكهل، الذي يؤمن أن أول تجربة في الكتابة ليست سوى لفت نظر العالم، ووسطها بعث رسائل وآخر مراحلها وصايا الذاهبين إلى ملاقاة الموت... اجتهد، كما اسلفت في دس فخاخه في تربة النص...

وحتى سنة 2012 سيتكفل هذا الماثل أمامكم، وهو في المرحلة الفضية من عمره بإصدار هذا العمل في كتاب... دون أن ينسى أمنية ذلك الشاب الذي حلم، وهو قاب قوسين أو أدنى من عقوبة الإعدام بأن يقول شيئا للناس، كما لم ينس أمنية الكهل الذي حلم بأن يترك وصية أو أثرا يدل عليه...

في هذه المغامرة لم أكن وحدي، كنت مدعوما بكتيبة من الأصدقاء والصديقات، من مبدعين أكفاء، تجشموا قراءة هذا النص لافتين نظري لبعض مكامن الضعف والأخطاء، مشجعين إياي على المضي عارضين دعمهم المادي والمعنوي معا...

وأخيرا، بعد صعوبات جمة، خرج الكتاب إلى الوجود، بمجهودات جبارة قام بها رفيقاي في دار النشر كلمات، سواء على المستوى المادي أو المعنوي، وهما لبرفسور ادريس بويسف الركاب الكاتب والمناضل والإنسان الأنيق السلوك، الذي خص عملي بعناية فائقة، منتبها لانزلاقات تقع فيها التقنية، ومنبها للمنزلقات التي يقع فيها النص ساعة الانسياب... وكذلك الصديق الأستاذ الكاتب والمناضل والإنسان الصامد محمد الرحوي الذي أخضع النص لتمحيص قاس كلفه سنة من التتبع والتدقيق والنقاش وحرق الأعصاب في مواجهة عنادي...

أتساءل الآن هل تجربتنا نحن الثلاثة، مع الاختطاف والسجن والموت، هي ما جعلتنا نحس في أكثر من لحظة أن هذا كتابنا الجماعي، وأننا كنا في مهمة تتجاوز كوننا ناشري هذا الكتاب...؟

أختم بأنه من الصعب أن تكون المرأة زوجة رجل عصابة، الأصعب أن تكون امرأة رجل تعج رأسه بالكثير من الهوس، عندما يضع رأسه على المخدة ففقط ليستريح من ثقل الكائنات التي تتعارك داخل ذهنه، ولينصت إلى حديثها المستمر وشكوى المستضعفين منها... آه أي رأس نحملها طيلة اليوم... أية رأس نضعها قربكن فوق المخدة... فمعذرة زوجتي على كل المتاعب التي قد أكون سببتها لك وأنا بصدد الكتابة... عذرا ابني أدونيس إذ ما سهوت عن ربيع طفولتك وهو يمر أمامي، وقصرت في مشاركتك أشياءك المحببة... معذرة إن كنت مقصرا في الأبوة...

وفي الأخير شكرا لكل من أوجد لنا هذه الحجة لكي نلتقي هنا والآن...

توفيقي بلعيد

 



[1]- أُلقيت هذه الكلمة في التوقيع الأول لرواية"مسارات حادة جدا"ـ الذي أُقيم من طرف جمعية محترف شمس للمسرح/البرنوصي، يوم الجمعة04 يناير2013 بالمركب الثقافي حسن الصقلي بالبرنوصي.

 

Publicité
Publicité
Commentaires
KALIMATE كلمات
  • *Kalimate Édition, impression et distribution* *كلمات للنشر والطباعة والتوزيع * * شارع ولي العهد، إقامة ديار 3، عمارة 7، شقة 3 . 11000 سلا* 0664775782 Fax 0537880629
  • Accueil du blog
  • Créer un blog avec CanalBlog
Publicité
Publicité